الفتح المصرى للشام 1831



فتح الجيش العربي المصري بقيادة إبراهيم باشا الشام وطردوا منها المحتل العثماني ودخلت الشام في وحدة سياسية واقتصادية واجتماعية كاملة وشاملة مع مصر وبدأ الحكم المصري فيها عام 1831م.
قضى الحكم المصري في الشام على طائفتي (اليرلية و الدالاتية) حيث كان كلا الطرفين مسيطرا على الشارع ومتحكما في الناس (اليرلية) هم انكشارية محلية من أهل البلد ويرأسهم أغوات يتحكمون في الأسواق والإقطاعيات ويتكفلون بحماية الناس والتجار مقابل إتاوات أما قوات (الدالاتية) فكانت قوات عثمانية تحمي الباشا أو الوالي العثماني في الشام وكثيرا ما كنت تقع الخلافات بين الطرفين ويدفع أهل الشام ثمنها فأنهى الحكم المصري هذه الفرق وجمع السلاح من كل الناس ليعلي قيمة الدولة وينهي سيطرة هذه العصابات ويحل محلها قوات شرطة لحفظ النظام وقوات جيش لحفظ البلد وهم فقط وحصرا المحتكرين للسلاح.
فتح الحكم المصري في الشام المدارس لعامة الناس وبدأ عصر التعليم المجاني وبدأت أول مدارس لتعليم الفتيات بعدما كان محظورا عليهم التعليم في ظل الحكم العثماني المتخلف وتمت مساواة المسيحيين بالمسلمين والطوائف الشيعية بأهل السنة وأصبح المعيار الحاكم للجميع المواطنة والولاء للدولة.
طبق الحكم المصري نظام الإدارة الحديثة في تخطيط المدن وتقسيمها إداريا والتخطيط الزراعي وعاشت الشام حوالي عشرة أعوام في أمن واستقرار وسلام وتقدم بعد أكثر من 300 سنة من الجهل والتخلف بسبب الحكم العثماني التركي.
تآمر الدروز في جبل العرب بالسويداء مع البريطانيين وتعاون معهم البطريرك الماروني الثامن والستون (يوسف بطرس حبيش) على الحكم المصري بالشام بعدما تعاونت بريطانيا والدولة العثمانية والقوى الغربية على مشروع واحد وهو خروج الجيش المصري من الشام نتيجة للتقدم الذي بدأ يحدث وخشية لقيام دولة عربية عظمى حديثة تحل محل العثمانية المتخلفة الطائفية البغيضة مما يهدد مصالح الغرب بالمنطقة والذي يتطلع لجعلها منطقة متخلفة حتى يسهل السيطرة عليها بعدما يهدم الدولة العثمانية
أصدر البطريرك الماروني (يوسف بطرس حبيش) قرارا يأمر فيه برفع الموارنة السلاح ضد الجيش المصري ومقاومته عسكريا وتدفقت على مقر البطريركية الأسلحة البريطانية والأمريكية وبدأ يوزعها على عموم الموارنة ثم أصدر حرمانا كنسيا لكل ماروني لا يرفع السلاح على الجيش المصري وتم التحالف بين العثمانيين والدروز والموارنة وبريطانيا وفلول (اليرلية) وبعض الاقطاعيين وخرج الجيش المصري من الشام عام 1840م.
بعد عام واحد من خدمة البطريرك الماروني للعثمانيين وتقليد العثمانيين له بوسام رفيع انقلب الدروز على الموارنة وتخلى عنهم العثمانيين والبريطانيين والفرنسيين وبدأت الحرب الأهلية الأولى عام 1841م ثم الحرب الأهلية الثانية عام 1845م حتى جاء عام 1860م وحدثت المذابح المروعة للموارنة في لبنان وامتدت للشام!
هرب الكثير من الموارنة والروم الأرثوذكس والسريان من لبنان لعدة دول وعلى رأسها مصر التي وجدوها في حكمها والوحدة معها العدل والمساواة واستقروا فيها ومنهم ومن أحفادهم كان سليم وبشارة تقلا مؤسسي صحيفة الأهرام المصرية وجورجي زيدان وبشارة واكيم وغيرهم كثير من الفنانين والكتاب والمشاهير ودي قصة مختصرة عن عشر سنين من النماء والاستقرار عاشهم الشام الكبير في ظل الوحدة مع مصر.
هذه المذابح كان لها تأثير قوي في تغيير تركيبة لبنان فمدن عديدة دخل أهلها الإسلام ليأمنوا على أنفسهم من القتل ومنها مدينة صور اللبنانية كما بدأت تتبلور لدى المسيحيون في الشام فكرة القومية العربية بعدما جربوا الحكم العربي المصري وقارنوه بما حدث لهم على يد العثماني.

Comments

Popular posts from this blog

جيش عبيد البخارى / إنكشارية الدولة المغربية

نظام الدفشيرمة التركي العثماني